الأربعاء، 7 أغسطس 2013

الرد على الرسالة

بوعزاوي عبد الله المختص في التنمية البشرية يرد على صاحب الرسالة الذي وجه له نقد حول جدوي علم التنمية البشرية

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على حبيبنا و نبينا رسول الله و على آله أجمعين

و بعد

أكتب هته المدونة للأخ الذي كتب عن التنمية البشرية و أشكره جزيل الشكر على جرءته و صراحته التامة من دون لف أو دوران بارك الله فيك و أفنفعنا الله منك و من أمثالك

سيدي الكريم سأكون صريحا في الاجابة على كل التساؤلات بالقدر الذي أستطيع و أقدر عليه و لكي أبقى دائمافي حدود التدريب

في ما يخص الاستفسار الأول: صدقت القول، ففي هذا الزمن نرى الكم و ليس الكيف حيث أن بريق هذا العلم انتزع منه.

لماذا:

التنمية البشرية قبل أن يكون علم هو فن، هو أخلاق، هو مبادئ، هو كل الإيجابيات التي لا تنقلها بعض المراكز لمتدربيها في طور التحضير للتدريب، لأنهم و مع كل الأسف جعلوه مصدرا للمال لا غير، و نسوا المبدئ الأساسي و جوهر هذا العلم.

أنا لم أكتب الا مرة واحدة هنا عن المفاتيح العشر للنجاح. أوافقك الرأي هذا موجود في كل مكان كثير من الكتب حسب هته المواضيع لكن أين يوجد السر. يكمن في قدرة المدرب على التعرف على أنماط الشخصية و قراءة مميزة للغة الجسد و التي ليس هدفها نقل المعلومة، بل التأثير في الآخرين و تحفيزهم على تطبيقها.

الاستفسار الثاني: صدقت القول، من لا يستطيع التأثير في ذاته لن يؤثر في الآخرين.

من هم المدربون الذي لا يستطعون تغيير أنفسهم

هم شبيهون بالآلة، يقدم له العرض و ينقل المعلومات من دون حتى البحث و التعمق فيها و دراسة جوانبها الخفية. و قد قال لي معضم المدربين الذين أهلوني لكي أكون مدربا " حذاري ثم حذاري، أن تقدم مادة لم تغير فيك شيئا"

أما بالنسبة للثالث: بتجربة شخصية، بمحاضرة فقط مستحيل.

لماذا؟

لأن جوهر هذا العلم هو التطبيق، الدورات التي يقدمها المدربون الناجحون كلها حسب معايير الجودة العالمي iso و هي لن تقبل لك دورة شبيهة بالمحاضرة لكي تكون الجودة عالية يجب أن يكون التطبيق موجود و بقوة، ثم بتجربة شخصية نجحت في ما تقول و دفعت أشخاصا كانوا في قمة القاع حتى أن أحدهم انتحر ثلاث مراة قبل أن يبدأ باستشارتي، لا أرفع من قيمتي، بالعكس أنا أعترف اني خريج حديث، و الخبرة لا تساوي الأقدمية

ما أحاول أن أقول:

كان من المستحيل أن أنجح في تحفيزهم بالقاء محاضرة و انتهى، لا بل مراقبة كل مجرى حياته من كل الجوانب و الاكثار من التطبيق حتى يشعر بالتغيير.

لكن لماذا يعتمد المدربين على المحاضرات

لأنه لا يزال مصطلح المدرب الشخصي مخفيا عن الأنظار فأنا مثلا احترفت هته المهنية أي ليس لي دخل سوى هته المهنة، فأضطر لاستخدام أسلوب المحاضرة كي أستطيع أن أغطي مصاريفي (أتمنى أن تكون الفكرة قد وصلت)، و إذا أردت رأي شخصي فأنا أحب التدريب الشخصي لأنه يساعدك على التطبيق أكثر و العمل أكثر و احداث أكبر قدر من التغيير.

و أما بالنسبة للرابع: الطبيب و ان كان ينقذ الناس الا أنه يأخذ أجره، فهل لو ساعدك في الحافلة كنت ستنتبه و تقدم له أجره، أفهم قصدك أخي أنت تطالب بالهدف السامي و ليس الهدف المادي، نعم أنا معك في هذا يجب علينا كمدربين أن نؤثر في من حولنا من أجل الارتقاء و هذا أصلا جوهر عملنا، و لكن من يطعم المدربين. من المستحيل أن تحترف مهنتين كالتجارة و التدريب و تنجح كمدرب، لأن التدريب يطلب تفرغا كبيرا جدا، لأن مقولة المدربين هي (المدرب المميز هو من يحضر ل 10 دقائق من الدورة في مدة لا تقل عن 3ساعات من البحث و التدرب)

اذن دعنا نقم بعملية حسابية، لدي دورة أقدمها في يومين حسب معايير الجودة يعني 5 ساعات في اليوم يعني 10 ساعات و في كل ساعة 6 مراة من كل 10 دقائق يعني 60مرة ضرب 10دقائق تساوي 10ساعات و كل 10 تتطلب 3ساعات من التحضير. يعني 60مرة في 3ساعات هو زمن التحضير و الذي يساوي 180 ساعة.

اذن أنا بحاجة الى 180ساعة أحضر لهته الدورة فلو اعتبرنا المدرب متفرغ تماما فهو بحاجة الى 23 يوما بنسبة عمل 8 ساعات في اليوم أما اذا كان غير متفرغ فهو بحاجة بحاجة الى 3أشهر لانهاء التحضير بنسبة عمل ساعتين في اليوم اضافة الى ضغوطات عمله الثاني و ضيق الوقت. هل فهمت ما أرمي اليه

الامر الخامس: ما تحتاجه يحتاجه العالم بأكمله لست أنت وحدك أقدم لك هته الأمثلة

اكاديمية جيل الترجيح: مشروعها اعداد القادة، مبدؤها أن تجعل المشترك في مثل هته الضروف طيلة مدة دراسته الجامعية و نتائجها مذهلة و عضيمة جذا لدرجة أن د.طارق سويدان قال بأن مشروعي لاعداد القادة فائلا أمام جيل الترجيح

أنظر تأثير ما تطلبه و تحتاجه.

في الأخير أعتذر منك سيدي الكريم، قد قدمت ما أستطيع و الله أعلم، تقبل مني فائق التقدير و الاحترام و أنا في الخدمة في كل وقت

بوعزاوي عبد الله ( مختص في التنمية البشرية ) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جدنا بفيس بوك

المواضيع الأكثر قراءة .