الجمعة، 17 مايو 2013

التعريف بأولاد ميمون.

التعريف و الموقع: أولاد ميمون، أو  "لاموريسيار lamoricière " ( كما كانت تسمى إبّان فترة الإستعمار .) من أهم دوائر ولاية تلمسان، تقع على الطريق الوطني رقم 7 الرابط بين عاصمة الولاية ، و ولاية سيدي بلعباس . تبعد عن تلمسان بـ 31 كلم وعن سيدي بلعباس بحوالي 60 كلم ، كما تبعد عن ساحل عين تموشنت بـ 80 كم ( مسار طير) يحصرها من الشرق واد يسر ومن الغرب جبال تاقمة الشهيرة . هذه التركيبة الطبيعية أغرت عبر العصور كل شعوب المنطقة فتوالت القبائل وتبدلت التسميات إلى أن استقر الامر على التسمية الحالية.

السكان : آخر الإحصائيات (2007) تشير إلى كثافة سكانية متزنة تفوق 30000 الثلاثين ألف نسمة يعيش السكان المحليون على نشاطات عدة فلاحية (بالدرجة الأولى) وتجارية (بحكم الموقع الجغرافي  الهام ) ثم صناعية (بنسية جد محدودة ، تقتصر على بضع النشاطات القاعدية كمعالجة الحبوب وتحويلها ) ثم يغطي قطاع الخدمات النسبة الباقية من اليد العاملة .

لمحة تارخية : لأولاد ميمون تاريخ عميق وحافل ، ذلك ما تدل عليه المواقع الأثرية المتواجدة بها ، التي تعود إلى أوائل التواجد الروماني في منطقة شمال أفريقيا ، حيث عرفت حين ذلك باسم " ألطافا ". ولعل اختيار الرومان للإستقرار بها لخير دليل وشهادة على أهمية الموقع الاستراتسجي التي تتميز به ، فهي متحصنة بالجبال من الجنوب وتنبسط على سهول رائعة المنظر والتربة خصبة و مياه وافرة. 

بعد الرومان شكلت الفتوحات الإسلامية منعطفا حاسما في التأسيس لحضارة إسلامية كان فيها لهذه المنطقة نصيبا وافرا إذ تخبرنا النصوص التاريخية أنها شكلت قاعدة خلفية للقائد يغمراسن بن زيان 1236 م،عندما استنجد بأهالي هذه المنطقة في معاركه التي قادها ضد ملك فاس.

أما إسم "لامورديسيار" الذي أطلق عليها خلال فترة الإستعمار  فهو نسبة للجنرال الفرنسي "لامورديسيار" الذي أسرالأمير عبد القاد مؤسس الدولة الجزائرية ، و على ذكر الإستعمار فأولاد ميمون كان لها دورا كبيرا في مقاومته بانخراط سكانها في الحركة الوطنية ثم بعد ذلك في حرب التحرير، و ما القائمة الطويلة للشهداء الذين قضوا في الجهاد ضد المستعمر لخير دليل على ذلك ، و بالمجمل فهذه المنطقة لا تزال تفتن كل من استقر بها اطلاقا من الرومان مرورا بالفتوحات الإسلامية التي ساهمت في تنوع وتعدد إرثها الحضاري والتاريخي كما تشهد على ذلك إلى اليوم يقايا قلعة "القصبات" ، و وصولا بالإستعمار الفرلانسي ، ما دفع بالعديد من المؤرخين للكتابة عنها نذكر على رأسهم المؤرخ الشهير يحيى بن خلدون .

كلمة لا بد منها : حين سعينا أن نكتب هذا التعريف المختصر شعرنا بالعار من شح النصوص التي تروي تاريخ المنطقة لذلك نوجه نداء لكل من يلديه معلومات أو كتابات في الموضوع أن يفيدها بها لنعيد نشرها كي يطلع عليها الناس خاصة الأجيال الصاعدة و أجركم على الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جدنا بفيس بوك

المواضيع الأكثر قراءة .